خطاب المدير التنفيذي لمركز توثيق الانتهاكات في اجتماع مجلس الأمن

خطاب المدير التنفيذي لمركز توثيق الانتهاكات في سوريا في اجتماع مجلس الأمن
بتاريخ 12 آذار / مارس 2018

 

 

السيدات والسادة

 

أود أن أشكر الدول الراعية لاجتماع اليوم. أنا هنا اليوم بالنيابة عن زملائي في مركز توثيق الانتهاكات، الذين يعملون بلا كلل لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من جميع أطراف هذا الصراع الوحشي.

يضم مركز توثيق الانتهاكات VDC موثقين لحقوق الإنسان في جميع المحافظات ومعظم المدن في سوريا – بما في ذلك المناطق التي تسيطر عليها الحكومة السورية وتلك التي تقع خارج سيطرتها. بالإضافة إلى الغوطة الشرقية المحاصرة.

يتكون فريق العمل لدينا من المتخصصين في مراقبة حقوق الإنسان والتوثيق بحسب القانون الإنساني الدولي. نقوم بتجميع بياناتنا على أسس عملية متعددة المراحل، بما في ذلك جمع البيانات من المستشفيات الميدانية، والمقابر، وأسر الضحايا. كما يتم التحقق من البيانات من خلال توثيق الصور والفيديو لضمان الدقة. يتم تحديث قاعدة بياناتنا المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان على أساس يومي لضمان عدم وجود أخطاء أو تناقضات.

قبل ما يزيد على أسبوعين بقليل، اعتمد أعضاء هذا المجلس بالإجماع القرار 2401 الذي ينص على وقف فوري للأعمال القتالية على كل الأراضي السورية، وتمكين وصول المساعدات الإنسانية بأمان ودون عوائق إلى جميع المناطق المحتاجة، وعمليات إجلاء طبية آمنة وغير مشروطة لمن يحتاجون إلى رعاية عاجلة.

في أول 14 يوماً، تم انتهاك هذا القرار – قراركم – بشكل منهجي.

قام مركز توثيق الانتهاكات بتوثيق ما مجموعه 601 خرقاً للقرار الأممي في عموم سوريا. ما أدى إلى مقتل 747 شخصاً في الغوطة الشرقية وحدها خلال 347 خرقاً مسجلاً في هذه المنطقة. من بين هؤلاء 688 مدنياً، متضمنين 111 طفلاً و94 امرأة.

إن 98٪ من هذه الخروقات قامت بها الحكومة السورية مع القوات الروسية. وهناك 10 خروقات مسجلة باسم المعارضة المسلحة. في حين أن 99٪ من أعداد القتلى تسببت بها هجمات الحكومة السورية والقوات الروسية.

من بين الانتهاكات التي قمنا بتوثيقها:

أولاً

الهجمات على المرافق الطبية.

في 25 فبراير / شباط ، أدى هجوم للطيران الحربي السوري على مستشفى الزهراء في بلدة سقبا إلى خروج المشفى تماماً عن الخدمة. ومنذ اعتماد القرار رقم 2401 تم استهداف 20 منشأة طبية في جميع أنحاء سوريا.

ثانياً

هجمات غاز الكلور.

منذ اعتماد القرار 2401 تم توثيق 3 هجمات قامت بها قوات الحكومة السورية ويحتمل استخدامها غاز الكلور. وقد وثق مركز VDC قتل ثلاثة أطفال بغاز الكلور في بلدة الشيفونية في تقرير خاص وصلكم جميعاً في وقت سابق وعنوانه (الطفل الذي قتل مرتين).

ثالثاً

هجمات الأسلحة الحارقة.

قمنا بتسجيل 59 من هجمات النابالم في الغوطة الشرقية كلها قامت بها قوات الحكومة السورية والقوات الروسية، مما أدى إلى مقتل 6 أشخاص.

رابعاً

هجمات البراميل المتفجرة العشوائية.
منذ تبني القرار رقم 2401، سجلت مكاتبنا ما مجموعه 181 برميل متفجر تم رميه على المناطق السكنية التي تسيطر عليها المعارضة السورية بما في ذلك الغوطة الشرقية.

خامساً

في وضع الحصار.
إن هؤلاء المدنيون في الغوطة الشرقية ممن يرغبون في المغادرة، لم يُسمح لهم بذلك عبر الطرق التي يختارونها. لا تزال الطرق التي تسمح بالوصول إلى المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في درعا وإدلب مغلقة أمام المدنيين، الذين يخشون أن يكون الطريق إلى دمشق حكماً بالإعدام.

تستمر الحكومة السورية في إعاقة الإخلاء الطبي للمدنيين المحتاجين إلى رعاية طبية عاجلة. هناك 1034 مريض في حاجة ماسة للإخلاء. وقد توفي 27 مريضاً في الانتظار العبثي إلى حين إجلائهم.

سادساً:

لا زالت قوافل المساعدات تخضع لاستهداف أطراف النزاع.
قامت قوات الحكومة السورية باستهداف قافلة المساعدات الانسانية في الغوطة الشرقية في 5 آذار/مارس قرابة الساعة 5:30 مساءً بالتوقيت المحلي. وقامت المدفعية التابعة للحكومة السورية بقصف وسط دوما عند وجود القافلة داخل المدينة. عند الساعة 7:40 مساءً، أمر الجيش الروسي فريق القافلة بالمغادرة على الفور، على الرغم من عدم انهاء الفريق تفريق 9 شاحنات متبقية في القافلة من أصل 46.

أفراد من طاقم القافلة التي دخلت يوم 9 آذار مارس أبلغوا مركز VDC بأن القصف حدث بالضبط أثناء وصول القافلة إلى دوما، ما أجبر موظفي الأمم المتحدة والشركاء المنفذين على البحث عن ملجأ في الأقبية والبدء بمناشدة الحكومتين السورية والروسية للسماح لهم بمواصلة مهمتهم بسلام.

أيها السيدات والسادة. باسم المنظمات القانونية والإغاثية السورية التي تسعى إلى توفير الحماية والمساعدة لأولئك المدنيين الذين لا يشاركون في النزاع٬ أناشد أعضاء هذا المجلس، التدخل بفعالية وسرعة – ليس فقط من أجل مئات آلاف الأرواح البريئة التي ازهقت منذ بدء هذا الصراع وليس فقط من أجل المدنيين الذين يقتلون الآن في الغوطة الشرقية في انتهاك صارخ لقراركم. ولكن أولاً وقبل كل شيء لملايين الأشخاص الذين يمكن لتحرككم الجدي أن ينقذهم.

إن الغوطة الشرقية هي الاختبار النهائي لما إذا كانت شعوبكم تستطيع – وهي تستطيع – تعزيز ودعم القانون الدولي الإنساني، وهي الاختبار الحقيقي لجميع مزاعمنا حول الإنسانية.

جئت إلى هنا اليوم أملاً في مناشدة أممكم لإنهاء هذه الحرب التي لا معنى لها. أملاً في المطالبة بالعدالة والمساءلة. أقله نطلب منكم دعم القرار الذي اعتمدتموه منذ أقل من ثلاثة أسابيع. أنا – مثل الكثير من السوريين – أدعوكم إلى القيام بما يلزم لتنفيذ وقف إطلاق النار هذا، والذي تعهد جميع أعضاء هذا المجلس باحترامه.

شكراً لحسن اصغائكم