هجوم كيماوي محتمل على مدينة دوما

لتحميل الملف كاملاً بصيغة PDF الرجاء النقر هنا


الجدول الزمني للأحداث

السبت 7 إبريل 2018 في حوالي الساعة 12:00 ظهراً: استهدف الطيران الحربي السوري مركز الهلال الأحمر في دوما بصواريخ موجهة و البراميل المتفجرة. خرج المركز على الفور عن الخدمة تماماً بالإضافة لجميع سيارات الإسعاف الأخيرة المتبقية في المدينة لنقل الجرحى. بعد ذلك قامت الطائرات الحربية بإلقاء كثيف للبراميل المتفجرة على المدينة ما تسبب بإعاقة تنقل سيارات الدفاع المدني وفرق الإنقاذ التي تولت مهمة إسعاف المصابين بعد خروج كل سيارات الإسعاف في المدينة عن الخدمة. واضطر أيضاً كل الأهالي للنزول إلى الأقبية والاحتماء بأماكن مغلقة تحت الأرض. ثم جاءت لحظة القصف الذي يشتبه بشدة استخدامه لغازات سامة عالية التركيز إلى جانب غاز الكلور. ما تسبب بمقتل 42 مدنياً على الفور.

ماجد كامل (اسم مستعار)، عضو في الهلال الأحمر في دوما ، قال لـ VDC: “حوالي الساعة الثانية عشر من ظهر يوم السبت 7 أبريل / نيسان استهدفت غارة جوية بصاروخين موجهين موقع الهلال الأحمر في دوما حيث خرجت النقطة عن الخدمة تماماً ودمرت كل سيارات الاسعاف فيها. كانت هذه اخر سيارات الاسعاف المتوفرة في مدينة دوما. وبدأنا بالاستعانة بسيارات الدفاع المدني لإسعاف الجرحى.”

السبت 7 أبريل 2018 في حوالي الساعة 4:00 مساءً: استهدف الطيران الحربي السوري المنطقة القريبة من فرن سعدة في شارع عمر بن الخطاب في دوما بقذائف يشتبه بأنها محملة بغاز سام.

قال رابح (اسم مستعار) وهو أحد أفراد طواقم الدفاع المدني: لمركز توثيق الانتهاكات “عند بدء الهجمات الكيماوية كانت رائحة الكلور تصل إلى وسط مدينة دوما. ولم نستطع تحديد منطقة سقوط صاروخ الكلور فوراً. كانت جثث القتلى في الطرقات والجرحى ينزفون حتى الموت دون استطاعة الكوادر الطبية التدخل بسبب قلتها وحجم الحالات الكبير جداً. اكتشفنا لاحقاً الجثث التي اختنقت بسبب الغازات السامة. كانوا في مكان مغلق للاحتماء من البراميل المتفجرة ما قد يكون سبباً في موتهم السريع حيث لم يسمع أحد صراخهم. يبدو أن بعضهم كان يحاول الوصول إلى مكان مكشوف لأننا عثرنا على جثثهم على الدرج.”

السبت 7 أبريل 2018 في حوالي الساعة 7:30 مساءً: استهدف الطيران الحربي السوري “ساحة الشهداء” بالقرب من جامع النعمان في دوما بقذائف يشتبه بأنها محملة بغاز سام.

الطبيب جمال رافع (اسم مستعار) قال لمركز توثيق الانتهاكات أن أعراض الاختناق التي شاهدها على المرضى “لا تشبه أعراض الكلور. لا يمكن للكلور وحده أن يحدث هكذا أعراض لأن الكلور يحدث اختناق لكنه لا يعطل الأعصاب. كانت هناك أعراض مركبات فوسفورية عضوية التي يعتبر غاز السارين منها. لكن كانت أيضاً رائحة الكلور منتشرة في المكان.”

الدكتور محمد كتوب من منظمة SAMS قال لمركز توثيق الانتهاكات أن زملاءه في الغوطة عاينوا أعراضاً تتمثل ب: “ظهور حدقات دبوسية وتباطؤ بدقات القلب وتباطؤ تنفس وزبد كثيف على الفم والأنف وحرق قرنية عين في بعض الحالات.”

يعتقد مركز توثيق الانتهاكات أن هذا الهجوم بهذا التسلسل كان مبرمجاً ومتعمداً إلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر بالمدنيين من السكان. عبر عزلهم عن الوصول السريع لفرق الانقاذ والاسعاف٬ ثم إجبارهم على اللجوء إلى مكان مغلق للاحتماء من القصف العنيف بالبراميل المتفجرة. وبعد ذلك قصف أماكن تواجدهم المغلقة بالغاز السام. ويلحظ مركز توثيق الانتهاكات تكرار هذا السيناريو في أكثر من مكان عند استخدام الأسلحة الكيماوية ومنها ما أشار له المركز بتقريره الأخير حول الهجمة بغاز الكلور والنابالم على بلدة الشيفونية.

التوصيات:

لقد وقعت الحكومة السورية اتفاقية حظر الأسلحة الكيماوية في أيلول من العام 2013. وأصبح من المحظور على هذه الحكومة تصنيع أو استخدام الأسلحة الكيماوية. كما أن القانون الإنساني الدولي يحظر أيضاً استخدام الأسلحة الكيماوية بقصد إجرامي٬ عمداً أو عرضاً٬ ويعتبر ذلك جريمة حرب.

إن مركز توثيق الانتهاكات يدعو الأمم المتحدة ومجلس حقوق الإنسان ومكتب الشؤون الإنسانية للنظر بجدية في هذه الانتهاكات المتكررة. ويدعو المركز إلى المسارعة بإرسال لجنة تحقيق دولية إلى مكان الحادث وفتح تحقيق دولي مستقل في هذه الهجمات. ويدعو مركز VDC هذه الجهات الدولية لاتخاذ خطوات فورية لحماية المدنيين وتقديم المساعدة العاجلة لهم في أماكن تواجدهم.

يحث VDC جميع البلدان الأعضاء في الأمم المتحدة على اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لمحاسبة المجرمين وحماية المدنيين، بما في ذلك العمل معاً خارج مجلس الأمن. حيث أثبت هذا الكيان عدم فعاليته عندما يتعلق الأمر بضمان الالتزام  بالقانون الدولي الإنساني في سوريا.