الهجوم على خان شيخون في ريف إدلب، 4 نيسان 2017

نفذ طيران حربي صباح اليوم عدة غارات على مدينة خان شيخون بغازات سامة أدت إلى إصابات واسعة بين المدنيين بأعراض شملت تشنجات معممة وغزارة مفرزات في الطرق التنفسية وشحوب وتضيق حدقات شديد (حدقات دبوسية). تم نقل الإصابات إلى كافة المراكز والنقاط الطبية القريبة من المنطقة لتقديم الإسعافات الأولية بسبب خروج جميع مشافي المنطقة عن الخدمة لاستهدافها جميعا من قبل الطيران الحربي هذا الأسبوع وآخرها كان مشفى المعرة المركزي.

لغاية هذه اللحظة لم يتم توثيق معظم الحالات بسبب كثرة الإصابات والوفيات. ولكن ما لدينا من معلومات يؤكد وصول عدد الإصابات في نقطة واحدة إلى 200 وعدد القتلى إلى 25 معظمهم من الأطفال (أكثر من 70% من القتلى أطفال). بينما توزعت الأرقام على الشكل التالي في بقية نقاط القصف: 40 إصابة و3 قتلى في النقطة الثانية، وفي نقطة ثالثة 20 إصابة و4 قتلى، وفي نقطة رابعة 20 إصابة قتيل واحد، وفي نقطة خامسة 17 قتلى، وأخيرا 10 قتلى في النقطة السادسة. تقع جميع هذه النقاط ضمن مسافة 25 كم2 من منطقة القصف.

بسبب عمليات الانقاذ والإسعاف لم تتوفر لدى مركز توثيق الانتهاكات VDC أي إحصائيات دقيقة ولكن حتى اللحظة استطاع المركز توثيق 63 قتيل بالاسم. كما تم تحويل معظم الحالات الخطرة والتي احتاجت إلى (التنبيب) والعناية الخاصة، إلى تركيا عن طريق معبر باب الهوى لعدم توفر شواغر في أقسام العناية المشددة في أي من مشافي الشمال السوري بسبب انشغالها جميعا بمصابي الهجوم الكيماوي. كما لا يتوفر في جميع النقاط الطبية القريبة من منطقة القصف أي من مقومات التعامل مع هذه الإصابات من حمامات الماء وخيم العزل إلى الأوكسجين بكمية كافية ومادتي الأتروبين والبيرالودكسيم.

 الشاهد عبد السلام وسيم السفر والمعرف في المدينة ب سلوم، العمر 26 سنة، يقول: “في حوالي الساعة السابعة إلا ثلث صباحاً سمعنا من المراصد تعميم يفيد بقدوم طائرة سوخوي 22 باتجاه خان شيخون قبل أن تقصف الطائرة أربع قنابل أصدرت صوتاً أخفض من المعتاد. بعدها خرجت من منزلي الذي يبعد عن مكان الضربة حوالي 100 متر. وقعت هذه الضربة الى الشرق من منزلي في الحي الشمالي، شرقي جامع الحمزة الى الغرب من الفرن. شاهدت أكثر من عشرات من سيارات الاسعاف تتجه الى المكان وكان بعض الأهالي قد فقدوا الوعي. لقد كان لون الدخان أسوداً وانبثق منه دخان أبيض. لم اجرؤ على الذهاب لعين المكان لأن بيتي يقع غرب المنطقة المقصوفة والريح كانت باتجاه الشرق. بدأ المرصد بالتعميم على الأهالي بضرورة الابتعاد وأفاد أن الهجمة تضمنت غازاً ساماً. لقد شاهدت بالفعل الطائرة التي قامت بالتنفيذ تتجه نحو الجنوب بعد تنفيذ غارتها. ثم أخذت عائلتي بعد ساعتين من الحادثة الى قرية سرمدا وكنت أشعر بضيق تنفس ولكن أحداً من عائلتي لم يصب بأذى”

مجموعة من الصور والفيديو التي استطاع مركز توثيق الانتهاكات الحصول عليها من خان شيخون.

يرجى الانتباه: مشاهد قاسية.