منظمات المجتمع المدني السوري توقّع بروتوكول تعاون مع الآلية الدولية الحيادية والمستقلة

3 نيسان، 2018

وقعت ثمانية وعشرون منظمة مجتمع مدني سورّية تعمل في مجال حقوق الإنسان وتوثيق الإنتهاكات والعدالة الإنتقالية، على بروتوكول تعاون مع “الآلية الدولية الحيادية والمستقلة للمساعدة في التحقيق والملاحقة القضائية للأشخاص المسؤولين عن الجرائم الأشد خطورة في سوريا”٬ والمعروفة اختصاراً باسم (IIIM). حيث تم التوصل لصيغة اتفاق على المبادئ الأساسية في البروتوكول بعد مشاورات واجتماعات عديدة بين منظمات المجتمع المدني السوريّة والآلية الدولية.

يهدف البروتوكول إلى تحديد المبادئ الأساسية الناظمة للعلاقة ما بين منظمات المجتمع المدني السوريّة من جهة، والآلية الدولية الحيادية المستقلة من جهة أخرى. كما يريد البروتوكول ضمان التفاهم وفرص التعاون المشترك فيما بين الطرفين من أجل تحقيق المحاسبة، وضمان العدالة لضحايا جرائم الحرب المرتكبة في سوريا. ولا يتطرق البروتوكول إلى تفاصيل التعاون التقنية٬ حيث تُركت هذه لمذكرات تفاهم منفصلة قد توقعها الألية مع كل مؤسسة أو طرف يرغب في تزويد الآلية الدولية بالبيانات أو خلافها.

يقول حسام القطلبي، المدير التنفيذي لمركز توثيق الانتهاكات VDC:  “إن التوقيع على هذا البروتوكول يشكّل الحجر الأساس لوصول الآلية الدولية الحيادية والمستقلة إلى الغرض من إنشائها؛ لأنه سوف يسمح لها بالوصول إلى الوثائق المهمة بالإضافة الى البيانات التي تجمعها وتنظمها المنظمات والمؤسسات السورية بجهد كبير منذ عام ٢٠١١”.
يضيف القطلبي “سوف يسمح هذا البروتوكول للمنظمات السورية بتنظيم علاقتها مع الآلية الدولية الحيادية والمستقلة في إطار رسمي. وقد يفتح المجال لإرساء علاقة منظمة مماثلة مع هيئات ولجان الأمم المتحدة الأخرى فيما يتعلّق بعملهم في سوريا.”

 

وفقاً للبروتوكول، فإن الآلية الدولية الحيادية المستقلة ملتزمة بالتواصل المستمر والحوار والتعاون مع منظمات المجتمع المدني السوريّة، وضمان الحصول على المعلومات التي بحوزة تلك المنظمات وتأمينها. وسوف تلتزم المنظمات غير الحكومية السورية الموقعة على هذا البروتوكول بالتعاون الكامل مع الآلية الدولية. بحيث  يتضمن التعاون٬ الاستجابة لطلبات الآلية وإطلاعها على الأنشطة والمشاريع ذات الصلة، مثل تقديم القضايا المتعلقة بالجرائم المرتكبة في سوريا أمام المحاكم الوطنية في مختلف البلدان.

يقول القطلبي: “شمل الموقعون على هذا البروتوكول أكبر مجموعة ممكنة من المنظمات التي شاركت في المناقشات ذات الصلة والاجتماعات السابقة التي طوّرت هذا المشروع. وسوف يكون هذا البروتوكول مفتوحًا أمام المنظمات السورية الأخرى للانضمام في أي وقت لاحق”.

وتدرك كل من منظمات المجتمع المدني السوري، والآلية الدولية الحيادية المستقلة، أن الآلية ستحافظ على حيادها واستقلاليتها.  وتقرّ الآلية بحدود التعاون فيما بينها وبين الأطراف الفاعلة السوريّة بما في ذلك المنظمات السوريّة الغير حكومية. كما تلتزم الآلية بالتشاور المنتظم والاستماع إلى وجهات نظر منظمات المجتمع المدني السورية، ولا تلزمها هذه المشورات بأيّ شكل في ما يتعلق بصلب عملها واستراتيجيتها في اختيار القضايا أو إعداد الملفات أو أي جانب آخر من جوانب عملها.