بيان من عائلة المحامية والناشطة رزان زيتونة

بيان من عائلة المحامية والناشطة رزان زيتونة

 

في جملتها الرائعة المتحدثة عن لسان حالنا جميعاً ضمن مقالتها ( الشعب يريد إسقاط السجون ) قالت رزان:

     “الاعتقال التعسفي جريمة ترتكب كل يوم في سوريا بحق السوريين، صمتنا عنها أو اكتفاءنا بالتنديد والمناشدة والمطالبة أصبح فوق ما نحتمل، خسارة شبابنا وتدمير أسرهم لا يمكن أن يستمر موضوعاً للمناشدة والمطالبة، كفى، وانتهى. الأجدى أن ننضم إلى قوائم المعتقلين من أن نسير في جنازات المعتقلين السابقين وأفراد أسرهم!!”.

– أكثر من ثلاثة أشهر مضت على اختطاف رزان ولكم هو شعور مرير وحزين؛ شعور العجز الذي يمنعنا من القيام بأي فعل لتحريرها بعد مرور كل هذه المدة الطويلة دون أي تحرك فعلي أوبحث منظم من قبل الكتائب الفاعلة والقوات المسيطرة على المنطقة أو تقديم نتائج دورية عما تم التوصل إليه خلال “التحقيقات”، ولم تكفي مناشدات ومطالبات العالم بأسره بتحرير أبنائنا الأربعة: رزان زيتونة ووائل حمادة وناظم حمادي وسميرة الخليل، إذ لم يتمّ الوصول إلى حل حقيقي يفضي إلى إطلاق سراحهم حتى الآن.

     في نقاش مع إحد المقاتلين – في إحدى مقالاتها –  قالت رزان على لسان أحد المقاتلين: من ليس له ظهر عسكري لن يستمر. فردّت عليه رزان بثقة: أنه ليس لديها ظهر عسكري من بداية الثورة، ولكنني مستمرة ! لكن المقاتل أصرّ: “لن تستمري”!

وفعلاً كان كلام المقاتل حقيقياً …. ولكنّ رزان كانت قد اعتبرت أنّ أهل المنطقة هم سندها فلا حاجة لقوة عسكرية لاستمرار وجودها ضمن منطقة محررة، وهنا نتوجه بالسؤال إلى الكتائب الموجودة على الأرض في منطقة دوما هل خذلتموها ؟

نحن عائلة رزان زيتونة الناشطة والمحامية والكاتبة والإنسانة قبل كل شيء …. نصدر بياننا هذا بعد مضي أكثر من ثلاثة أشهر على جريمة الاختطاف المتعمد ومع ذلك لم تخرج الجهة الخاطفة بأي بيان أو تبني لعملية الخطف أو أي طلب أو فدية ولم تظهر نفسها للعلن، وذلك بقصد إطالة الوقت وتغييب صوت ابنتنا الحرّ وتغييب أصدقائها وهجر أقلامهم ومصادرة أصواتهم.

“لقد نالت رزان في الحادي عشر من شهر آذار 2014 تكريماً جميلاً من المنتدى الاقتصادي العالمي في سويسرا، حيث تمّ اختيارها كأحد أهم الشخصيات القيادية التي تركت أثرا فعالاً في إفادة مجتمعها واستمرارية الفائدة التي تقدمها أعمالها لمدى الحياة، و رزان كرّمت كواحدة من مئة وتسعة نساء من 66 بلداً حول العالم  فهذه الجائزة منحت للذين حققوا نجاحاً مفيداً لبلادهم ألهم كل من يعمل معهم وحقق فائدة كبيرة مدى الحياة وقبل بلوغ سن الأربعين ، نحن – عائلة رزان زيتونة –  نشكر الجهة المانحة للتكريم وما له من مدلولات هامة على رمزية رزان للثورة وحرية للبلاد.

رزان زيتونة الابنة التي استحقت كمكافأة على نضالها كل هذه السنوات عدة ألقاب تمثل بلادها التي أصرت على البقاء فيها وتمسكت بترابها وشربت من مائها تحت ظل الحصار، لقبت بأيقونة الثورة وياسمينة دمشق وزيتونة الثورة وزهرة سوريا وغيرها من الألقاب الجميلة التي نفخر بها ويفخر بها كل آباء العالم، كل هذا ولم نعلم إن كانت  رزان  قد سمعت هذه الألقاب أو إن كانت الجهة الخاطفة أيقنت فعلاً إن كانت  قد اغتالت نبض الثورة الذي يمدّها بالحياة أو أنها خدمت النظام – المستفيد الأول – أروع خدمة وعلى طبق من فضة…..

في الفترة الأخيرة خرجت العديد من المظاهرات في العالم بأكثر من مناسبة، حيث رفعت فيها صور رزان وكتبت لها العديد من الكلمات الجميلة والمتضامنة معها وكذلك الأمر مع وائل وناظم وسميرة، إضافة إلى أنّ العديد من المنظمات الإنسانية والحقوقية أصدرت بيانات تنديد على عملية الاختطاف وأيضا فعلت الشخصيات السياسية المهمة – وطبعاً نحن شاكرين للجميع تعاطفهم واستنكارهم لهذه الجريمة البشعة – ولكننا رغم كل هذا وذاك لم نحصل على أية نتائج تساعدنا حتى الآن.

لذلك نحن عائلة رزان زيتونة نناشد الجميع في كل مناطق الغوطة وفي دوما بالتحديد بمساعدتنا على حل هذا اللغز والتوصل إلى حل سريع للإفراج عن المختطفين، ونتوجه بمناشدتنا هذه لكل الآباء الموجودين في منطقة الغوطة  أن يمدّوا  لنا يد العون بأي معلومة قد تفيدنا وتساعدنا، نناشد كل أب أو أم يملكون من الحزن ما نملك فلا مبرر لاحتجاز أبنائنا الأربعة واستمرار معاناة آبائهم وأمهاتهم ويكفينا وفاة والد الناشط وائل حمادة – زوج رزان – بعد شعوره المرير بعدم قدرته على رؤية ابنه ومعرفة مصيره.

كما أننا نطالب السيد زهران علوش القائد الأعلى لجيش الإسلام الفصيل الأكبر بمنطقة الغوطة الشرقية أن يخرج لنا ببيان يوضح لنا “وجهة نظره” بعدم البحث عن ابنتنا حتى الآن وعدم تقديم المساعدة لنا بتحريرها، ونحمله المسؤولية الكاملة في حال تبين أن مكروها أصابها أو أصاب أحد رفاقها لأنها كانت ضمن منطقة  تخضع لسلطته ونفوذه  ونناشد العالم أجمع للضغط على مختلف الفصائل بكافة انتماءاتها لمساعدتنا بإيجاد ابنتنا وزملائها.

ولكم جزيل الشكر.

عائلة المحامية والناشطة رزان زيتونة

نيسان 2014