بيان صحفي: الضربات الروسية تقتل مئات المدنيين في سوريا

بيان صحفي:

مئات الضحايا المدنيين نتيجة استخدام القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية من قبل الطيران الروسي

مركز توثيق الانتهاكات في سوريا – تشرين الثاني/نوفمبر 2015

صورة خاصة بمركز توثيق الانتهاكات في سوريا، حي صلاح الدين في حلب،

 تاريخ 30 تشرين الأول 2015، تصوير المصور الصحفي: حسام قطان.

قال مركز توثيق الانتهاكات في سوريا في آخر تقرير له “قنابل عنقودية وصواريخ فراغية وصواريخ بعيدة المدى تقتل مدنيين” أن الضربات الجوية الروسية قتلت ما لايقل عن (329) مدنياً في سوريا خلال ثلاثين يوماً وذلك منذ بدء ضرباتها الجوية في سوريا بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2015 وحتى تاريخ 30 تشرين الأول/أكتوبر 2015. حيث كان من بين الضحايا المدنيين (88) طفلاً ممن هم ما دون سنّ الثامنة عشر إضافة إلى (58) امرأة. سقطوا جميعهم في هجمات شنّت باستخدام القنابل العنقودية والصواريخ الفراغية وصواريخ بعيدة المدى أطلقت من بحر قزوين.

 وأضاف التقرير الذي جاء في(44) صفحة ، أن عدد الضحايا المدنيين ارتفع [1] إلى (526) مدنياً بعد (45) يوماً من بدء الضربات الجوية في سوريا أي حتى تاريخ 15 تشرين الثاني/نوفمبر 2015 وكان من ضمن الضحايا (137) طفلاً و (71) امرأة.

استند التقرير في منهجيته إلى أكثر من (42) مقابلة أجرى مراسلو المركز الميدانيون داخل سوريا العديد منها، كان بعضها خلال المقابلة المباشرة مع شهود العيان المباشرين ومعاينة العديد من الأماكن المستهدفة خلال زيارات ميدانية في الأماكن التي سمح الظرف الأمني بها. إضافة إلى ذلك، استند التقرير إلى العديد من المقابلات الأخرى التي أجريت عبر السكايب مع عدد كبير من شهود العيان المباشرين وناجين وأطباء وفرق الانقاذ والمراصد المنتشرة في بعض المحافظات. وبموازاة ذلك قام فريق البحث بتحليل مئات مقاطع الفيديو والصور والتي تمحورت حول (105) هجمات قام مركز توثيق الانتهاكات بالتحقيق حولها وفق منهجيته المعتادة مضافاً إليها خطوات جديدة متعلقة بطريقة تمييز الطيران الروسي عن طيران الحكومة السورية وقوات التحالف الدولي. ولم يتسنّ لفريق البحث التحقيق المفصّل في (81) هجوماً بشكل كامل حيث تمّ استبعادهم بينما تم التحقيق في (24) هجوماً استهدف  مواقع مدنية دون وجود أهداف عسكرية أو مظاهر عسكرية قريبة من المكان.

كانت إحدى الهجمات التي وقعت بتاريخ 8 تشرين الأول/أكتوبر 2015 في مدينة خان شيخون في ريف إدلب قد استهدفت منزل الباحث الميداني في مركز توثيق الانتهاكات في سوريا (إبراهيم المواس) مما أدى إلى مصرع والدته السيدة (ليلى الأسعد) على الفور وإصابة والده بجروح  خطيرة نقل على إثرها إلى تركيا للعلاج. وفي هجوم يوم 27 تشرين الأول/أكتوبر 2015 على مدينة حيان في ريف حلب الشمالي قضى أحد شهود العيان الذين تم إجراء العديد من اللقاءات معه وهو الناشط الإعلامي (أبو النور أحمد) والذي وثق ثلاث هجمات قبل أن يسقط الصاروخ الرابع إلى جواره. وإضافة إلى استخدام القنابل العنقودية في الكثير من الهجمات فقد قتل في هجوم بتاريخ 15 تشرين الأول/أكتوبر 2015 ما لا يقل عن (40) مدنياً كانوا يحتمون في إحدى الملاجئ في بلدة الغنطو في حمص.

ووصف التقرير الهجمات العشوائية بأنّها تشكّل انتهاكاً جسيماً للقانون الإنساني الدولي، وهي بذلك تشكّل جرائم حرب. حيث تلحق المسؤولية الجنائية عن هذه الأفعال مرتكبيها من القادة الأفراد الذين أصدروا الأوامر، وكذلك أي شخص ارتكب أو سهل هذه الهجمات أو ساعد مرتكبيها بالعمل.

كان المركز قد أصدر تقريراً موجزاً عقب اليوم الأول لإعلان وزارة الدفاع الروسية عن ضرباتها في سوريا بتاريخ 30 أيلول/سبتمبر 2015 وأورد فيه أنّ (43) مدنياً قتلوا في ريف حمص الشمالي نتيجة تلك الضربات.


 سيصدر مركز توثيق الانتهاكات في سوريا تقريراً لاحقاً يغطي الهجمات التي حدث بعد تاريخ 31 تشرين الأول/أكتوبر 2015 بالتفصيل وخاصة تلك التي تمّ استهداف المدنيين فيها.[1]